Accessibility

رسالة رئيس الجامعة مع بداية ولايته الثانية

 

كانون الثاني 2023

أعضاء مجتمع جامعة بن غوريون الأعزّاء والعزيزات،
اليوم هو اليوم الأوّل في ولايتي الثانية رئيسًا لجامعة بن غوريون في النقب. مرّت السنوات الأربع الأولى بسرعة لا تُصدّق (ولا شكّ في أنّ من بين أسباب ذلك كانت الجائحة العالميّة…). 
كانت السنوات الأربع الأخيرة الأكثر إرضاءً بالنسبة لي في حياتي المهنيّة، وأنا اليوم أقدّر أكثر من أيّ وقت مضى المسؤوليّة الكبيرة المُلقاة على عاتقنا وهي قيادة وتطوير الجامعة الأهمّ لمستقبل النقب وبلادنا. مع هذا الإدراك أدخل الحرم الجامعيّ يوميًّا مبتسمًا، عن طريق بوّابة هييدع (المعرفة) على اسم شوسطرمن، ومع هذا الإدراك أتوق إلى بداية العمل على فترة ولايتي الثانية رئيسًا للجامعة.

منذ البداية قصدت أن تكون هذه الرسالة استعراضًا لإنجازاتنا في السنوات الأربع الأخيرة. لكن في ظلّ الأحداث الأخيرة، أودّ انتهاز هذه الفرصة للحديث عن الأخلاقيّات وعن الجامعة. في الفترة التي يوجد فيها من قد يشعر بعدم الوضوح، القلق والارتباك، علينا أن نذكّر أنفسنا بالضمير الأخلاقيّ الذي يتيح لجامعة بن غوريون أن تكون منارة للأمل.
هناك وثيقتان نصوصهما واضحة جدًّا، دون أيّ صلة بالمواقف السياسيّة، تعرّفان الجامعة كمؤسّسة، وتوجّهان خطواتنا كأفراد داخل هذه المؤسّسة: دستور الجامعة والنظام الأخلاقيّ الأكاديميّ.
منذ الجملة الثانية ينصّ الدستور بوضوح على "أن تكون الجامعة مفتوحة للجميع بغضّ النظر عن العرق، الدين، القوميّة أو الجنس، وألّا تنتهج التمييز في إجراءاتها ضدّ أيّ شخص لأسباب عرقيّة، دينيّة، قوميّة، جنسيّة أو وجهات نظر سياسيّة". 

يأخذ موجز النظام الأخلاقيّ هذه الجملة ويوضّحها أكثر: 
"الجامعة، كما يشير هذا المصطلح، هي مجتمع بحث حرّ مؤسّس على أساس قيم عالميّة. هذه القيم هي الحقيقة والحرّيّة، وكاشتقاق منها، قيم عدم المحاباة والانحياز: الاستقامة، العدل، المساواة وكرامة الإنسان كونه إنسانًا. 

… ينعكس تحقيق هذه القيم مؤسّسيًّا في مبادئ الحرّية الأكاديميّة، الحرص الشديد على حماية الحقوق المدنيّة وكرامة الإنسان، منع كلّ أنواع التمييز غير الموضوعيّ، في نظام داخليّ من التسامح مع المختلف والشاذّ[ו] وفي الاستقامة  بلا هوادة...".

كلّي فخر لوقوفي على رأس مؤسّسة تُصرّح بهذه القيم علانية. هذه ليس تصريحات نُعلنها كردّ فعل على حدث معيّن، بل مبادئ توجيهيّة تبنّاها مجلس أمناء الجامعة ومجلس الجامعة، والتي توجّهنا في الخطوات التي نتّخذها. وعليه، أناشدكم بقراءة نظام الأخلاقيّات الأكاديميّ. 

علينا الحرص على استيفاء المعايير التي تنصّ عليها هاتان الوثيقتان. الطريقة التي ننتهجها في نشاطاتنا اليوميّة، دعم البحث والعلم، تأهيل وأعداد الطلّاب والتواصل الواحد مع الآخر في مجتمع جامعة بن غوريون في النقب، وكذلك عندما يكون علينا الردّ على قضايا مختلفة، سنكون دائمًا مسترشدين بهاتين الوثيقتين. 


من على عتبة فترة ولايتي الثانية في منصبي، أبقى واثقًا بالقدرات الكامنة اللانهائيّة لدينا على التأقلم والازدهار في بيئات مختلفة. تكوّن حمضنا النوويّ في ظروف الصحراء الصعبة على مدار أكثر من نصف قرن. 

لقد أثمرت جهودنا المركّزة  وجود هذه الجامعة التي تواصل بناء النقب يوميًّا. نحن نواصل الاكتشاف والإبداع، تطوير حلول للتحدّيات الديناميّة، طرح أسئلة جديدة وتحطيم حدود المألوف والممكن. 

بروح طلائعيّة دافيد بن غوريون، سنواصل تحقيق أمور مذهلة من هنا، من الصحراء. 

مع فائق تقديري لشراكتكم، 

 

 

أ.د دانيئيل أ. حايموفيتش